(46) نظرية الإمامة الفصل الثاني الإمامة في أهل البيت (عليهم السلام) أما جواب السؤال الثاني : وهو أنه إذا سلمنا بضرورة استمرار خط الإمامة بعد الرسالة الخاتمة، فلماذا كان خط الإمامة مستمراً في خصوص أهل البيت (عليهم السلام)، وهذه الأسرة الشريفة الطيبة الطاهرة، هل أن القضية مجرد قضية تشريف وتكريم لرسول الله (صلى الله عليه وآله)، فجعلت الإمامة في أهله وأسرته، أو أن هناك شيئاً أهم وأعظم وأوسع من ذلك بالنسبة لاستمرار الإمامة في أهل البيت (عليهم السلام) ؟ كان يمكن أن يفترض نظرياً أن يكون الأئمة المعصومون في أسرة ووسط آخر غير هذا البيت الشريف، كما عرفنا في التاريخ الإنساني والرسالي وجود أسر وجماعات أخرى كان فيها أئمة معصومون، كما هو الحال في إسحاق وإسماعيل من ذرية إبراهيم (عليه السلام) ، وكما في الأنبياء من ذرية يعقوب الذي يسمى في القرآن الكريم بإسرائيل، فأن هؤلاء كانوا يتصفون بالعصمة ـ أيضاً ـ وكان بعضهم له دور الإمامة في حركته الرسالية، ومن ثم فلماذا كان إختصاص الإمامة في خصوص أهل البيت (عليهم السلام)، فهل أن القضية ـ كما أشرنا ـ هي قضية تكريم وتشريف لرسول الله (صلى الله عليه وآله) باعتباره الرسول الخاتم، فأراد الله تعالى أن يكرَّمه ويشرّفه بذلك، ويجعل ذلك نعمة منه سبحانه وتعالى على هذا العبد الصالح الذي أفنى كل وجوده في سبيل الإسلام وفي سبيل الله وفي سبيل تكامل مسيرة الإنسان، أو أن تكون القضية