واقع ملموس وطبقت من قبل النظام الحاكم وتم الوفاء بها. موقف الإمام الحسين (عليه السلام) من معاوية: تابع الامام الحسين (عليه السلام) أخاه الامام الحسن (عليه السلام) في صلحه مع معاوية وطبقاً للشروط الموضوعة وقد هدأت الاوضاع الداخلية، وبقي الامام الحسين (عليه السلام) على عهده لم يعارض معاوية الاّ معارضة سلمية، ورفض جميع المطالب التي تدعوه الى الخروج العسكري على حكومة معاوية، وكتب الى من دعاه للثورة: «اني لأرجو ان يكون رأي اخي رحمه الله في الموادعة ورأيي في جهاد الظلمة رشداً وسداداً، فالصقوا بالأرض واخفوا الشخص واكتموا الهوى واحترسوا من الأظاء ما دام ابن هند حياً، فان يحدث به حدث وأنا حي يأتكم رأيي ان شاء الله»(78). وكتب الى معاوية كتاباً جاء فيه: «وما اردت لك محاربة، ولا عليك خلافاً». وفي رواية اخرى: «أما بعد فقد جاءني كتابك تذكر فيه أنه انتهت اليك عنّي امور، لم تكن تظنني بها، رغبة بي عنها، وانّ الحسنات لا يهدي لها، ولا يسدّد اليها الاّ الله تعالى، وأما ما ذكرت أنّه رقى إليك عنّي، فإنّما رقاه الملاقون المشاءون بالنميمة، المفرقون بين الجمع، وكذب الغاوون المارقون، ما أردت حرياً ولا خلافاً...»(79). لم يتخذ الامام أيّ موقف مسلح لأنّه يخالف المصلحة الاسلامية العليا لانّ الموقف المسلح سيؤدي الى قتله أو تأسيره وستفقد الامة علماً من أعلام الدين بحاجة اليه في تلك الظروف الحساسة، وسيسيطر معاوية على الحكم بدون