فأردت ان يكون للدين ناعي»(73). وقال لحجر بن عدي: «ليس كل الناس يحبّ ما تحبّ ولا رأيه كرأيك وما فعلت إلاّ ابقاءً عليك»(74). ومن يتابع الأحداث يجد انّ اوضاع المسلمين الداخلية قد هدأت وانّ المسلمين قد كانوا أحراراً اكثر من عشر سنين وقد كان معاوية يستجيب لمطالب الامام الحسن (عليه السلام) في الاعفاء عن هذا الشخص أو ذاك، وهو الظاهر من الوقائع التاريخية(75). ولم يقدم نظام معاوية على قتل أحد الاّ بعد رحيل الامام الحسن الى الملأ الأعلى، امّا في حياته فلم يتجرأ على قتل أو سجن أحد من المعارضين وخصوصاً من الشيعة انصار الامام. ورفض الامام الاستجابة لطلب معاوية في قتال الخوارج موضحاً سياسته في التعامل مع الوجودات الاسلامية المخالفة له، ومبيّناً المصلحة وراء صلحه، ومما قاله: «لو آثرت أن أقاتل أحداً من أهل القبلة لبدأت بقتالك، فانّي تركتك لصلاح الأمة وحقن دمائها»(76). وفي رواية اخرى: « والله لقد كففت عنك لحقن دماء المسلمين»، وما أحسب ذلك يسعني، فكيف أن اقاتل قوماً أنت أولى بالقتال منهم»(77). وفي جميع الأحوال والظروف فانّ الصلح قد تم على شروط وضعت على أساس خدمة الاسلام وأهدافه العليا الآنية والبعيدة، وخصوصاً اذا تحولت الى