تحبون في الفرقة». فالقتال وحسب الظروف لم يكن في صالح الدولة التي يقودها الامام لانّ استمراره سيؤدي الى اراقة الدماء دون حسم أو تراق ولكنّ المستفيد هو القوة المتمردة التي ستستولي على الدولة دون قيود وشروط، أو يؤدي القتال الى ضعف القوتين وبالتالي تحرك الدول الكافرة لحسم الموقف لصالحها، أو قيام دولتين ضعيفتين، وفي جميع الأحوال فانّ الأمر يؤدي الى ضعف الدولة والوجود الاسلامي وكلاهما خسارة فادحة. ثانياً: حقن الدماء قال الامام (عليه السلام): « وقد رأيت انّ حقن الدماء خير من سفكها، ولم أرد بذلك الاّ اصلاحكم وبقاءكم»(70). وقال أيضاً: « انّ معاوية نازعني حقاً هو لي فتركته لصلاح الامة وحقن دمائها... ورأيت انّ حقن الدماء خير من سفكها، واردت صلاحكم وان يكون ما صنعت حجة على من كان يتمنى هذا الأمر»(71). وقد كانت شروط الصلح مصداقاً من مصاديق المصلحة الاسلامية العليا حيث جاء فيها «انّ الناس آمنون حيث كانوا من أرض الله في شامهم وعراقهم وتهامهم وحجازهم، وعلى انّ اصحاب علي وشيعته امنون على أنفسهم وأموالهم ونسائهم وأولادهم»(72). والصلح مقدمة للحفاظ على الصفوة الخيرة من المصلحين والمغيرين وعلى الحفاظ على حياة الداعين الى الدين والرسالة، وهذا هو الظاهر من كلام الامام (عليه السلام) حيث يقول: « انّي خشيت أن يجتث المسلمون عن وجه الأرض،