ويدعوه الى حقن الدماء، ثم وجّه جماعة اخرين الاّ انّ معاوية لم يستجب لذلك وقال لهم: «انصرفوا من عندي فليس بيني وبينكم الاّ السيف»(65). وكتب الى معاوية: «انّما انت رجل من بني امية، وبنو عثمان أولى بمطالبة دمه، فان زعمت انّك اقوى على ذلك، فادخل فيما دخل فيه المسلمون، ثم حاكم القوم اليّ(66). فقد اراد الامام (عليه السلام) معالجة الموقف معالجة هادئة سلمية الاّ انّ معاوية أبى الاّ التمرد على الخليفة وعلى الدولة الاسلامية، وقد شق وحدة المسلمين بتمرده هذا، فقاتله الامام دفاعاً عن وحدة المسلمين وحفاظاً على المصلحة الاسلامية العليا، وحينما وجد انّ الامام انتصر عليه التجأ الى رفع المصاحف والتحاكم اليها وقد انطلت هذه اللعبة على عدد كبير من جيش الامام (عليه السلام) فأجبروه على التحكيم فتحاكم مع معاوية. وبعد التحكيم رفض جماعته التحكيم نفسه ثم تمردوا على الامام وعلى دولته وبدأوا يقطعون الطريق ويقتلون كل من وجدوه مؤيداً للامام (عليه السلام)، وقد بعث الامام اليهم من يكلمهم ليعودوا الى الصف الاسلامي فعاد اكثر من نصفهم وبقي الآخرون على تمردهم فبعث اليهم الحارث العيدي يدعوهم للرجوع فقتلوه، ثم أجابوا الامام: «نحن مستحلون دماءهم ودماءكم»(67). وكانت توصيات الامام (عليه السلام) لجماعته: «كفّوا عنهم حتى يبدؤوكم»(68) فكان حريصاً على عدم اراقة الدماء الاّ انهم أبوا الاّ الاستمرار في التمرد وتمزيق أواصر