«انهضوا الى هؤلاء القوم الذين يريدون تفريق جماعتكم، لعلّ الله يصلح بكم ما أفسد أهل الآفاق... الا وانّ صلحة والزبير وأم المؤمنين قد تمالأوا على سخط امارتي، وسأصبر ما لم أخف على جماعتكم»(62). وقد حاول مرات عديدة للحيولة دون وقوع الحرب الاّ انّ الاوضاع لم تساعد على ذلك، فقد حاور الزبير وذكّره بحديث لرسول الله (صلى الله عليه وآله) فانصرف الزبير وانسحب من المعركة(63). ولم يدخل في حرب معهم الاّ بعد قيامهم بممارسات مخالفة لوحدة المسلمين حيث قتلوا سبعين رجلاً من اتباع عثمان بن حنيف والي البصرة من قبل الامام (عليه السلام)، واستمروا على التمرد، ولم يستجيبوا لنداءات الصلح فقد بعث الامام لهم شاباً ومعه مصحف يدعوهم للتحاكم اليه الاّ انهم قتلوه، فقال الامام: «الان حلّ قتالهم»(64). ولم يستمر في ملاحقتهم بعد هزيمتهم وحقن دمائهم، لانّ هدفه الاساسي هو الحفاظ على وحدة المسلمين ووحدة الدولة الاسلامية وقد قاتلهم بعد ان وجد الطريق مغلقاً فليس امامه الاّ القتال وهو الوسيلة الوحيدة لا خماد التمرد الذي يهدد وحدة الدولة الاسلامية. مراعاة المصلحة والوحدة الاسلامية في حرب صفين والنهروان: وجه الامام (عليه السلام) جرير بن عبدالله البجلي الى معاوية يدعوه الى الطاعة