جماعة لعدم قدرة الخليفة على اقامتها، ولكنّ الامام علي (عليه السلام) رفض هذا الطلب وأجابهم: «لا اصلي بكم والامام محصور ولكن اصلّي وحدي»(61). فقد رفض الامام أن يصلي بالمسلمين وان وجد المبرّر لذلك، من اجل المحافظة على وحدة الصف الاسلامي ووحدة الخلافة، وليحافظ على حرمة وقدسية الخلافة، وللحيلولة دون حدوث تصدّع في الجبهة الداخلية ودون حدوث خلل واضطراب في العلاقات بين الصحابة وبين المسلمين عموماً، فقد كان منقاداً للمصلحة الاسلامية العليا، ولوحدة الكيان الاسلامي. وبقي الامام (عليه السلام) على موقفه في تهدئة الأوضاع واصلاحها الاّ انّ الظروف لم تسمح له بذلك وتأزمت اكثر فاكثر وادت الى مقتل الخليفة والى حدوث الفتنة الكبرى. مراعاة المصلحة والوحدة الاسلامية في حرب الجمل: جميع مواقف وقرارات الامام (عليه السلام) لا تخرج عن مراعاة المصلحة الاسلامية العليا، ووحدة الدولة والامامة، فهي الحاكمة على كل شىء، فقد راعاهما معاً في سلمه وحربه وكان حريصاً على عدم اراقة دماء المسلمين الاّ انّ المصلحة اقتضت ذلك. والامام (عليه السلام) لم يقاتل معارضيه لمجرد رفض البيعة لأنّها أمر اختياري وانّما قاتلهم حينما بدأوا يخططون لتمزيق الأمة والدولة بتحويل هذا المخطط الى واقع عملي، فحينما نكث طلحة والزبير البيعة وارادوا تفريق المسلمين تهيأ الامام (عليه السلام)لاعادتهم الى الطاعة وللحيلولة دون تمزق الدولة والامامة، وممّا قاله في ذلك: