ونصحه بعدم المساهمة في تأزيم الاوضاع، الاّ انه لم يستجب للامام. فانصرف الامام حتى أتى بيت المال، فقال: افتحوه، فلم يجدوا المفاتيح، فكسر الباب ووزع أمواله على المجتمعين فتفرقوا عن طلحة حتى بقي وحده. وحينما سمع الخليفة بهذا الموقف سرّه ذلك(56). وحينما اشتدّ الحصار نصح الامام المعارضين بعدم قطع الماء عنه، فلم يستجيبوا له، فبعث اليه ثلاث قرب مملوءة بالماء(57). وبعث اليه الخليفة فأتاه، فتعلق المعارضون به ومنعوه، فحلّ عمامة سوداء على رأسه ورماها داخل بيته ليعلمه وقال: «اللهم لا أرضى قتله... والله لا أرضى قتله»(58). وحينما أصبح الحصار اشدّ وطأة خرج الامام ومعه الحسن والحسين (عليه السلام)فحملوا على المعارضين وفرّقوهم ثم دخلوا على الخليفة فأعفاهم من الدفاع عنه فخرج الامام وهو يقول: «اللهم انّك تعلم أنّا قد بذلنا المجهود»(59). وفي رواية أرسل الامام (عليه السلام) أولاده في الدفاع عنه فمنعوا المعارضين من الدخول الى منزله، وقد أصابت الحسن (عليه السلام) عدّة جراحات في الدفاع عنه(60). الحفاظ على وحدة الخلافة: في فترة الحصار توجه عدد كبير من المسلمين الى الامام (عليه السلام) ليصلّي بهم