أعطيهم ما يريدون من الحقّ من نفسي ومن غيري». فقال له الامام (عليه السلام): «انّ الناس الى عدلك أحوج منهم الى قتلك وانّهم لا يرضون إلاّ بالرضا، وقد كنت أعطيتهم من قبل عهداً فلم تف به، فلا تغرر في هذه المرة، فانّي معطيهم عنك الحق». قال: اعطهم فوالله لأفينّ لهم. فخرج الامام (عليه السلام) الى المعارضين فقال: «إنّكم انّما تطلبون الحقّ وقد اعطيتموه وإنّه منصفكم من نفسه». وكتب الخليفة كتاباً للمعارضين على ردّ كلّ مظلمة، وعزل كلّ عامل كرهوه، فكفّوا عنه(54). وتازمت الاوضاع ثانية حينما خطب مروان في المعارضين وقبّحهم دون علم الخليفة، فتدخل الامام مرّة ثانية فأرجع المعارضين ثم حذره من مروان(55). مراعاة المصلحة والوحدة في أجواء الحصار: فشلت جميع محاولات الامام للمصالحة بين عثمان والمعارضين، لأنهم أصرّوا على تسليم مروان وأصرّ هو على عدم تسليمه، وبدأ الحصار ليستمر أربعين يوماً، وفي فترة الحصار حاول الامام تهدئة الأوضاع إلاّ أنّ الظروف لم تساعده ومع ذلك استمر على نهجه في اخماد الفتنة والحفاظ على وحدة الدولة والأمة. وقد وردت الاخبار انّ الخليفة اشتكى من موقف طلحة، فتوجه الامام اليه،