العليا على غيرها، وقدّم الوحدة الاسلامية على جميع المغانم والمكاسب الآنية والذاتية فخاطب أهل الشورى قائلاً: «لقد علمتم أنّي أحقّ بها من غيري، ووالله لأسلمنَّ ما سلمت أمور المسلمين ولم يكن فيها جور الاّ عليّ خاصة، التماساً لأجر ذلك وفضله، وزهداً فيها تنافستموه من زخرفه وزبرجه»(42). وكان يقول: «فنظرت في أمري، فإذا طاعتي قد سبقت بيعتي، وإذا ميثاقي قد أخذ لغيري، فبايعت عثمان فأديت له حقه»(43). التعاون الميداني: وقف الامام بجانب الخليفة الجديد وتعاون معه لتحقيق الهدف الاكبر وهو تقرير مبادئ الاسلام في واقع الحياة، وممّا نسب اليه في هذا الأمر قوله: « لو سيّرني عثمان عنه الى صرار لسمعته وأطعت الأمر»(44) ومرار موقع على بعد عّدة أميال من المدينة. واشترك أنصار الامام في الغزوات والفتوحات، فقد اشترك ابو ايوب الانصاري وابو ذر الغفاري في بعض الغزوات، واشترك عبدالله بن عباس في فتح افريقية، وقد وردت عدة روايات تنص على اشتراك الحسن والحسين وعبدالله بن عباس وغيرهم في غزو طبرستان بامرة سعيد بن العاص(45). وهذه المشاركة تدلّ دلالة واضحة على تأييد واسناد الامام للغزوات والفتوحات; لانّها بالنتيجة تقع في طريق المصلحة الاسلامية العليا متمثلة