الافاق العليا والمصالح المشتركة. وقد عبر الخليفة عن مواقف الامام وسعيه الميداني للحفاظ على الوحدة وعلى تحقيق المصلحة العليا، ومن ذلك اقواله المتواترة بحقه ومنها «لا أبقاني الله بعدك يا أبا الحسن» و«أعوذ بالله أن أعيش في يوم لست فيه يا أبا الحسن» و«لو لا علي لهلك عمر»(38). مراعاة الوحدة في الموقف من الشورى: حينما طعن الخليفة الثاني جعل أمر الخلافة بيد ستّة من الصحابة يختارون أحدهم خليفة للمسلمين، وكان الامام يتوقع النتائج طبقاً للظروف وللشروط الموضوعة، ومع علمه بالنتائج إلاّ انه قبل الاجتماع واشترك فيه حفاظاً على وحدة المسلمين ومراعاة لها وللمصلحة الاسلامية العليا، وقد صرّح برفضه للخلاف حينما قال له عمّه العباس : لا تدخل معهم، فكان جوابه «انّي اكره الخلاف»(39). وحينما تمخضت النتائج بترشيح عثمان بن عفان خليفة من قبل عبدالرحمن بن عوف اكتفى الامام (عليه السلام) بالقول: «ليس هذا أوّل يوم تظاهر تم فيه علينا»، «فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون»(40). فقد عبّر عن رأيه بلا موقف سلبي، وقال لعبد الله بن عباس: « إنّي رأيت الجميع راضين به فلم أحبّ مخالفة المسلمين حتّى لا تكون فتنة بين الأمّة(41). ووضع ميزاناً ثابتاً في التعامل مع الخلافة والخليفة فقدم مصلحة الاسلام