في النصيحة والمشورة، لا يسع البحث ذكرها. التعاون الميداني: لم يتخلف أنصار الامام علي (عليه السلام) عن جميع النشاطات والفعاليات الميدانية، فقد تعاونوا مع الدولة وان لم يكن علىّ (عليه السلام) على رأسها وشاركوا في الغزوات والفتوحات التي قادها الخليفة أو من نصّبه قائداً عسكرياً تبعاً لإمامهم الذي رباهم على تحكيم المصلحة الاسلامية العليا على جميع المصالح، وتقديم الوحدة الاسلامية على جميع الانتماءات والولاءات، فاشترك ابناء عمّه العباس فيها، واشترك ابناء اخيه جعفر فيها، وقد استشهد محمد بن جعفر في تستر، واشترك عمّار بن ياسر وسلمان الفارسي وحذيفة بن اليمان وجابر بن عبدالله في اغلب الغزوات والفتوحات(36). وقد اطاعوا الخليفة وامراءه وقادة جيشه كما لو كان الامام هو الخليفة الفعليّ، وقد اخلصوا لهذه الدولة متعالين على جميع الفواصل الجزئية مادام المنهج الاسلامي هو المحور المشترك للجميع، وما دامت المصلحة الاسلامية ووحدة الدولة والامة هي النتيجة النهائية لهذا التفاوت الميداني. واستعان الخليفة الثاني بانصار الامام (عليه السلام) في اعماله، ايماناً منه باخلاص إمامهم واخلاصهم وسعيهم للوحدة والاتحاد، فعيّن سلمان والياً على المدائن، وعمّار على الكوفة، واسند بعض المناصب الحساسة لانصاره الآخرين; فكان بعضهم حلقة الوصل بين الخليفة وقادة الجند(37). وقد اخلصوا في أعمالهم كما اخلص الامام في مشورته متوجهين نحو