بتقدير المصلحة الاسلامية العليا، والعمل الدؤوب من أجل تحقيق وحدة الدولة والامة. الاخلاص في النصيحة والمشورة: كان الخليفة الثاني يستعين باصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) حينما يريد اتخاذ موقف معين، وكان اختصاصه بالامام علي (عليه السلام) اكثر من غيره لايمانه بانّه مخلص في النصيحة والمشورة وانّه لا يفكر باي مصلحة غير المصلحة العامة، وكان الامام (عليه السلام) مخلصاً في النصيحة ما دامت مصلحة الاسلام هي العليا، وقد اثبتت الوقائع هذا الاخلاص وهذا التفاني من أجل المصلحة الاسلامية من خلال المجالات التالية: المجال العسكري: شاور الخليفة الثاني الامام علياً (عليه السلام) في الخروج الى غزو الروم، فنصحه بعدم الخروج بنفسه وقال له: «إنك متى تسر الى هذا العدو بنفسك فتلقهم فتنكب لا يكن للمسلمين كهف دون أقصى بلادهم، ليس بعدك مرجع يرجعون اليه، فابعث اليهم رجلاً محربا واحفز معه أهل البلاء والنصيحة، فإن أظهر الله فذاك ما تحب وان تكن الاخرى، كنت ردءاً للناس ومثابة للمسلمين»(23). وحينما أراد غزو نهاوند نصحه الامام (عليه السلام) بالبقاء في المدينة، وقال له: «أما بعد يا أميرالمؤمنين، فانّك ان اشخصت أهل الشام من شأمهم سارت الروم الى ذراريهم، وان اشخصت أهل اليمن من يمنهم سارت الحبشة الى ذراريهم،