الاسلامية لا يفرّقون في عدائهم بين الامام على (عليه السلام) والخلفاء، وكانوا يتصيدون كلّ حجّة وكلّ فرصة وكل ثغرة لينفذوا منها الى الطعن في صحّة الرسالة، والى بلبلة الافكار واشاعة الاضطراب في العقول والقلوب وخلق الفتن في صفوف الكيان الاسلامي. وفي هذه الظروف والأجواء دافع الامام (عليه السلام) عن الدولة وساندها كما لو كان هو الخليفة الفعلى، فالاهم هو الحفاظ على الكيان والدولة بغض النظر عن شخص الخليفة ورأي الامام به. فحينما جاءت وفود أسد وغطفان وهوازن الى الخليفة ابي بكر وطالبوه باعفائهم من الزكاة رفض هذا الطلب، ولهذا فقد اعدوا العدة للعدوان على المدينة وأخبروا عشائرهم بقلة أهل المدينة وأطمعوهم فيها، فاستعان الخليفة بالامام علي (عليه السلام) وطلب منه أن ينصب كميناً على أطرف المدينة فاستجاب للطلب ونصب كميناً على الأماكن التي يمكن التسلل والعبور منها، وحينما جاء المهاجمون لم يستطيعوا الهجوم وتراجعوا لأنّهم وجدوا أن المدينة محروسة(15). فقد ساند الامام علي الخليفة ودافع عن الدولة الاسلامية ولم يفكر بانّ هذه المهمة العسكرية لا تليق بشأنه، ولم يتردد في اىّ ممارسة أو موقف يخدم المصلحة الاسلامية العليا. وردّ الامام (عليه السلام) هجوم قبيلتي عبس وذبيان وبعض القبائل التي اغتنمت فرصة انتقال الجيش بإطفاء نار الارتداد(16). وكان حريصاً على سلامة القياة السياسية والعسكرية المتمثّلة بأبي بكر لأنّ مقتله سيشجّع الطامعين على الاسراع في مخططاتهم الرامية لتقويض الكيان