الخليفة الثاني حيث يقول: «إنّ علياً والزبير ومن معهما تخلّفوا عنّا في بيت فاطمة، وتخلفت عنّا الأنصار بأسرها»(12). وفي رواية: انّ الانصار لام بعضهم بعضاً وذكروا علياً وهتفوا باسمه(13). وعلى الرغم من انّ الأمور قد تسير في صالح الامام (عليه السلام) وانّه سيصل الى الخلافة الاّ انّه قدّم المصلحة الاسلامية العليا ووحدة المسلمين على هذا الحق، وهو وسيلة للحفاظ على المنهج الالهي وعلى تماسك الوجود الاسلامي، ولا أهمية للخلافة أمام سلامة الدين. اخماد الفتنة بين المهاجرين والأنصار: لم ينعزل الامام (عليه السلام) عن الأحداث في عهد ابي بكر وفي عهد بقية الخلفاء، فهو وان لم ينصب في منصب اداري أو قضائي أو عسكري الاّ انّه كان يتفاعل مع الأحداث ليؤدي دوره في الاصلاح والتغيير وفي ترشيد المسيرة وتسديد الأعمال والممارسات، وقد ادّى ما عليه من مسؤولية تجاه الدولة وتجاه الأمة، وكانت المصلحة الاسلامية العليا هي الهم الاكبر في توجهاته ومواقفه، وكان له دور ملموس في وحدة الدولة والأمة وازالة عوامل التوتر والتشنج في علاقات المسلمين وخصوصاً علاقات المهاجرين والأنصار. ففي أوائل خلافة أبي بكر اعتزل بعض الأنصار عنه ولم يبايعوه أو يساندوه، فغضب بعض المهاجرين من هذا الموقف وتشنجت العلاقات بين المهاجرين والأنصار وتطور الأمر حيث هجا عمروبن العاص الأنصار وحرّض ابو سفيان عليهم، وردّ الفضل بن العباس على بعض القرشيين وأنشد شعراً في هذا الرد ثم