(44) لأن هذا الكيان السياسيي من أجل أن يكون قادراً على تطبيق الحق والعدل على البشرية بصورة كاملة ودقيقة، تتناسب مع الهدف الكبير لهذه الرسالة الإسلامية، لابد له من وجود قائد معصوم لهذا الكيان السياسي الإسلامي حتى يمكن تحقيق هذا الهدف الكبير، ولذلك نعتقد بظرورة الإمامة المعصومة من أجل تحقيق هذا الهدف(1). العصمة والإمام المهدي: نحن نعتقد أنه بسبب عدم تولي الإمامة المعصومة لقيادة الحكم الإسلامي لتحقيق هذا الهدف العظيم في إقامة الحق والعدل الكامل، شهد التاريخ الإسلامي هذا القدر الكبير من الإنحراف في مجال تطبيق العدل والحق، بحيث جعل الرسالة الإسلامية كلها في موضع الشك والريب بسبب الظلم والاستبداد والطغيان الذي مارسه كثير من الحكام المسلمين في عدة قرون من الزمن، في العهود الأموية والعباسية والعثمانية، ولولا الفترة القصيرة للقيادة المعصومة لرسول الله (صلى الله عليه وآله)وللإمام علي (عليه السلام) التي تمكنت أن تبين الوجه الناصع الحقيقي لطبيعة الحكم الإسلامي، لكان مواجهة هذه الشبهة واقعياً وعملياً أمراً عسيراً، ولاسيما وأن فترة الخلافة الأولى بعد رسول الله التي كانت تتسم بالإعتدال النسبي، شهدت الإضطراب والتذبذب في صيغة الحكم الإسلامي، وفي النتائج المروعة التي انتهت إليها في مقتل الخليفة الثالث، ومن هنا كانت وجود فكرة الإمام المنتظر(عج) الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، كما ملئت ظلماً وجوراً، فكرة مطروحة منذ البداية في الرسالة الإسلامية وهي مما يجمع عليها المسلمون، ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ وهذا هو ما أشار إليه الشهيد الصدر في حديثه السابق عن المجتمع الإنساني، في بحوث التفسير الموضوعي.