(427) المرصوص لكيلا يطمع أعداء الإسلام بهم وإضعافهم وتشتيت كلمتهم وتمزيق وحدتهم وبث سمومهم وأفكارهم الفاسدة في مجتمعنا. فعلى المسلمين في العالم الاقتداء بأهل البيت عليهم السلام الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً وتطبيق كلامهم وتوجيهاتهم الحكيمة لسعادة المجتمع والأُمّة الإسلامية ولتقوية شوكة المسلمين أمام الاداء والكفّار والاستكبار العالمي. وإذا تصفحنا التاريخ الإسلامي نرى أنّ أئمّة أهل البيت عليهم السلام كانوا يفتون بوجوب الوقوف في عرفات والمشعر الحرام مع سائر المسلمين وأن يكون عيدهم يوماً واحداً وأن كل من نسوّل له نفسه بأن يخالف موقف عامّة المسلمين فعمله بكون باطلا وحجّه غير صحيح. ونرى أيضاً في حياة الأئمّة المعصومين عليهم السلام مواقف وحدوية مع أعدائهم للحفاظ على وحدة الأُمّة الإسلامية عدم تفكّكها وتمزّقها، فقد وقف الإمام اسجّاد عليه السلام مع الخليفة الاموي وعلّمه كيفية ضرب النقود الإسلامية في مقابل ملك الروم الذي كان يهدّد الخليفة بالحصار الاقتصادي والحاجة الى نقودهم ـ بالرغم من عداء الخليفة للإمام (عليه السلام) ـ فانقذ الإمام زين العابدين (عليه السلام)الخليفة الاموي بخطّته الرائعة وتوجيهاته وأحبط مرامرات الفكر والالحاد والشرك المتمثّل بملك الروم آنذاك. فنعرف من سيرة الأئمّة (عليهم السلام) أنّ مصلحة الحفاظ على الوحدة بين المسلمين من أهمّ المسائل وتقدم على سائر المصالح. ثم ان نقاط الاشتراك والمواقف المشتركة بين مذاهب المسلمين اكثر من نقاط الخلاف، فالربّ واحد والرسول واحد والكتاب واحد والكعبة واحدة والقبلة واحدة والصلاة والصيام والحج والزكاة امور مشتركة بين سائر المسلمين كافّة.