(426) فمثلا بالنسبة الى تحريف القرآن الكريم فالشيعة على الإطلاق يرون أنّ القرآن الكريم معجزة الإسلام الخالدة لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه والله سبحانه وتعالى صانه من التحريف (إنّا نحن نزّلنا الذكر وإنّا له لحافظون). أمّا أن نحمل الشيعة بأنهم يعتقدون بتحريف القرآن فهذا ليس بصحيح وخلاف الواقع والحقيقة. الثالثة: عدم استغلال الآراء والأفكار والفتاوى الشاذة المنقولة في بعض الكتب في باب النوادر عند هذا المذهب أو ذاك وثم الحكم عليه بأنّه يتبنّى هذا الرأي كما فعل بعض من كان هدفه تمزيق وحدة المسلمين وضرب بعضهم بالآخر وكذلك ينبغي أن يعلم أنّ هناك أفراداً في كل مذهب يقومون بأعمال ومواقف تنافي الخلق الإسلامي والمبادئ الإسلامية ولا تحترم الرأي المقابل وعقائده بل بتحامل على هذا وذاك فهؤلاء لا نحسبهم على المذهب مطلقاً. الرابعة: أن يعترف كل مذهب بالمذاهب الاخرى بأنّها إسلامية ومرتبطة بالله سبحانه وتعالى وبالقرآن الكريم وأن لا يكفّر الطرف الآخر. بعد أن أوضحنا هذه النقاط نقول: إنّ أئمّة أهل البيت عليهم السلام الذين هم خير الأنام وقدوة وأُسوة لجميع المسلمين كانوا يهتمون بالوحدة والتعايش السلمي بين المسلمين وكانوا يحثون شيعتهم بالمشاركة في صلواتهم والحضور في مساجدهم، وأن يكون عيدهم واحداً وأن يزوروا مرضاهم ويشيعوا جنائزهم ويوفوا بالعقود والعهود معهم. قال الإمام الحسن العسكري (عليه السلام): «صلوا في عشائرهم واشهدوا جنائزهم وعودوا مرضاهم وأدّوا للناس حقوقهم فإن الرجل منكم اذا ورع في دينه وصدق في حديثه وأدّى للناس الامانة وحسن خلقه معهم وقيل هذا شيعي يسرني ذلك». حتى يبقى المجتمع الإسلامي مجتمعاً قوياً متماسكاً وصفاً واحداً كالبنيان