(40) الأحداث التي جرت بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) كحقيقة من الحقائق التاريخية، أخبر بها رسول الله (صلى الله عليه وآله) في مستقبل الأيام. الإمامة والولاية: النقطة الثالثة : إن الرسالة الخاتمة إمتازت بإمتيازات عديدة لم تشبهها فيها الرسالات الإلهية السابقة وكان من جملة الإمتيازات في الرسالة الخاتمة ـ كما ذكرنا سابقاً ـ هو أن الله تعالى شاء أن يحفظ هذه الرسالة بمضمونها الرسالي بصورة كاملة من خلال القرآن الكريم، ولذا لم تحتاج إلى النبوات التابعة، أما الرسالات السماوية الأخرى فقد تعرضت للتحريف والضياع، لأسباب يطول الحديث فيها(1). وكان أحد الإمتيازات المهمة ـ أيضاً ـ هو أنها تمكنت من أن تقيم الدولة الإسلامية (الكيان السياسي الإسلامي) في المجتمع الإنساني في عصر صاحب الرسالة وبعده. فقد دعت الرسالات السابقة إلى إقامة الحق والعدل بين الناس وإلى تحكيم ما أنزل الله تعالى بين الناس، كما دعت الرسالات الإلهية الأُخرى إلى ذلك، فقد قال القرآن الكريم في سياق الحديث عن نزول التوراة : ( ... وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنْزَلَ اللهُ فَأُوْلـئِكَ هُمُ الْكَـفِرُونَ )، وقال في سياق الحديث عن نزول الإنجيل : ( ... وَمَن لَمْ يَحْكُم بِمَآ أَنْزَلَ اللهُ فَأُوْلـئِكَ هُمُ الظَّـلِمُونَ )، كما قال في سياق الحديث عن نزول القرآن الكريم :( ... وَمَن لَمْ يَحْكُم بِمَآ أَنْزَلَ اللهُ فَأُوْلـئِكَ هُمُ ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ لا أريد أن أتعرض هنا إلى جميع إمتيازات الرسالة الخاتمة على الرسالات السابقة، وقد أشرت إلى بعض هذه الإمتيازات في بحث (العالمية والخاتمية والخلود) في رسالة الإسلام، ولكن أريد أن أشير هنا إلى الإمتيازات التي هي محل الشاهد في بحثنا هذا.