(377) يمثل جماعة الشيعة ولا الناصبي يمثل أهل السنة بل هم منهم براء وينبغي أن يعي المسلمون جميعاً أن هذه التوجهات لا تنفع الدين بقدر ما تهدم البناء الذي جاهد الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وآله) من إجل إرساء دعائمه وتثبيت أركانه التي هي كلمة التوحيد ووحدة الكلمة وجسّد علي (عليه السلام) هذا المفهوم بأروع صوره حين قال: (لقد علمتم أني أحق الناس بها من غيري والله لأسلمن ما سلمت امور المسلمين ولم يكن فيها جور إلاّ علىّ خاصة)(1) لهذا يعتبر علي (عليه السلام) رائد الوحدة الاسلامية بعد الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وآله). فعلى المسلمين الاقتداء بسيرة هؤلاء العظام ونبذ كل ما من شأنه تفكيك عرى الدين وتضعيف أمة الاسلام وأن يكونوا كما وصفهم القرآن الكريم صفاً كأنهم بنيان مرصوص. اقتراحات تقريبيّة: 1 ـ النظر الى الاختلاف كحالة إيجابية تسهم في حركة الابداع الفكري عند المسلمين وعدم النظر إليه من زاويته السلبية كنقطة افتراق وتقاطع تلقي ظلّها السلبي على المشتركات أيضا فتعيق الحوار وتمنع التقارب. 2 ـ إن بعض الاختلافات صنعتها يد السياسة الخفية من خلال بعض العناصر المشبوهة التي سعت لتجذير حالة الفرقة بين المسلمين عن طريق دس الأحاديث التي تعمّق شق الخلاف لذا ينبغي تنقية تراثنا الاسلامي من الطفيليات التي نمت فيه على حين غفلة من المسلمين والاعتماد في معرفة آراء المذاهب على أقوال أئمة وعلماء ومفكري هذه المذاهب. 3 ـ تحديد معان واضحة ومشخّصة تبيّن حدود المفاهيم التي هي موضع ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ نهج البلاغة، خ 74، ص 26، نسخة المعجم الفهرس، مؤسسة النشر الاسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة.