(376) دون الله)(1). فلا بد أن تكون بين المسلمين مساحة أكبر للتلاقي والحوار الوحدوي ونقاط الالتقاء أكثر قابلية على تقريب الرؤى والمواقف. إن الغلو بمعناه السابق مات بموت القائلين به ولكن بقيت ثمرته وما أريد منه من نسبته الى اتباع أهل البيت (عليهم السلام). إن نسبة الفكر الشيعي الى الغلو من قبل بعض المسلمين كانت طعنة عميقة في جسد الأمة الاسلامية أفرزت شرخاً واسعاً في تقاربها ووحدتها حيث أن البعض راح يحمّل الشيعة تبعات حركة المغالين لمجرد أنهم يوالون أئمة أهل البيت ويحبونهم ومن المعلوم أن حب الائمة (عليهم السلام) لا يستلزم تأليههم وليس كل من أحب شخصاً صار مغالياً فيه فيستحق اللعن والتكفير. من المؤسف أن بعض المسلمين أسلم نفسه وروحه وقلبه وعقله للانفعال فما عاد يميّز بين الغلاة وبين الشيعة فثمة من ينسب عقائد الشيعة الى اليهودية وينعق بهذا النعيق المشؤوم يعبأه في عقول المسلمين ويوحي اليهم بأن الشيعة معول لهدم الاسلام وأن عقائدهم مستقاة من الأفكار اليهودية القائلة بالحلول والاتحاد والتشبيه والتناسخ ولم تقف حائلاً دون هذه الاحكام الجائرة كل مواقف أئمة أهل البيت تجاه الغلاة وتكفيرهم والبراءة منهم بل قتلهم واحراقهم وكذلك لم يقنع أصحاب هذه الإلقاءات المسمومة كل الآراء والفتاوى التي حفلت بها كتب علماء الشيعة من عصر الائمة (عليهم السلام) والى اليوم. إن استتار بعض الأفراد والجماعات المغالية خلف التشيع لا يوجب رمي الشيعة بالغلو كما ان استتار بعض النواصب خلف أهل السنة والجماعة لا يوجب رمي أهل السنة جميعهم بتهمة النصب والعداء لأهل البيت على هذا فلا المغالي ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ سورة آل عمران: 64.