(375) واشباهها من المنحرفين في الاعتقاد لا يعدّها الشيعة من بينهم ويقولون عنهم الغلاة ولا يعدّون أكثر هؤلاء من أهل القبلة فضلاً عن أن يكونوا منهم ولذلك نقول: إن هذه الفرق حملت اسم الشيعة في التاريخ الاسلامي وحمل كثيرون من الكتاب الشيعة أوزارهم وهم يتبرؤون منهم كل التبرء)(1). الغلو وموانع الوحدة الاسلامية: رغم الشعار الموحّد الذي تضج به كل عام أرجاء مكة والمدينة (يا أيها المسلمون اتحدوا اتحدوا) إلاّ انه ظل شعاراً أو حلماً يطيف على المخلصين المتحمسين لوحدة المسلمين فقد أوصد المسلمون على أنفسهم بباب التحاور والانفتاح الفكري والعملي وغالوا في متبنياتهم حتى أنهم كفّروا بعضهم البعض وأخرجوهم من دائرة الدين وحكموا بكفرهم وإباحة دمائهم، ففي الحين الذي كانت فيه ظاهرة الغلو منحصرة في إطار واحد تقريباً وهو الغلو الفكري العقائدي تشعّبت اليوم فصار المسلمون تحت وطأة الغلو السياسي، والغلو القومي والحزبي والمذهبي وبالغ بعض المسلمين في الاعتقاد باستحالة الوحدة الاسلامية لأن بعض الفرق الاسلامية في نظره خارجة عن الدين ولا يمكن بحث فكرة الوحدة معها فضلاً عن الوحدة نفسها وهذا القول بنفسه يسد الأبواب جميعها أمام التحاور والتقارب وهو ايضا نوع آخر من الغلو وواجهة اخرى له، فحينما تكون بيننا وبين أهل الكتاب عناصر مشتركة للحوار والتفاهم والتقريب وكما يشير القرآن الكريم الى ذلك: (قل يا أهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم ألاّ نعبد إلاّ الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ الامام محمد ابو زهره، تاريخ المذاهب الاسلاميه، ص 39.