(373) 5 ـ لعنهم والبراءة منهم. مواقف علماء الشيعة من الغلو والغلاة: امتداداً لمواقف أئمة أهل البيت (عليهم السلام) وقف علماء الشيعة ماضياً وحاضراً بنفس القوة وأفتوا بارتداد وكفر القائلين بمثل هذه المقولات الغالية. قال الشيخ المفيد: (الغلاة من المتظاهرين بالاسلام وهم الذين نسبوا أميرالمؤمنين وذريته الى الالوهية والنبوة ووصفوهم من الفضل في الدين والدنيا الى ما تجاوزوا فيه الحد وخرجوا عن القصد فهم ضلاّل كفّار)(1). الشيخ المفيد يرى أن هؤلاء الغلاة ليسوا مسلمين فضلاً عن أن يكونوا أتباعاً ومريدين لأهل البيت (عليهم السلام) بل انهم يتظاهرون بالاسلام لغايات ومآرب مخبوءة. ويبيّن الشيخ المجلسي مقولات الغلاة وموقفه منهم فيقول: (اعلم أن الغلو في النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام) إنما يكون بالقول بألوهيتهم أو بكونهم شركاء لله تعالى في العبوديّة أو في الخلق والرزق أو أنهم يعلمون الغيب بغير وحي أو إلهام من الله تعالى والقول بكل منها إلحاد وكفر وخروج عن الدين كما دلّت عليه الادلة العقلية والآيات والاخبار)(2). ويقول الشيخ محمدرضا المظفر: (لا نعتقد في أئمتنا ما يعتقده الغلاة.. كبرت كلمة تخرج من أفواهم بل عقيدتنا الخاصة أنهم بشر مثلنا لهم ما لنا وعليهم ما علينا وانما هم عباد مكرمون اختصهم الله تعالى بكرامته وحباهم بولايته)(3). ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ الشيخ المفيد، تصحيح الاعتقاد، ص 109. 2 ـ شرح نهج البلاغة: ميثم البحراني 4: 360. 3 ـ عقائد الامامية: الشيخ المظفر: 57.