(367) ب ـ متابعة أبناءهم ومنعهم من الانحراف مع تيار الغلو: وهذه نقطه مهمة أخرى أكّد عليها أئمة أهل البيت (عليهم السلام) في وصاياهم لأصحابهم حيث ركزوا على قضية الالتفات الى الشباب الذين لازالوا في مرحلة النمو الفكري أو المراهقة الفكرية والذين لم يصلوا بعد الى مرتبة الوعي التام الذي يؤهلهم لتمييز العقائد الصحيحة من الفاسدة. قال الصادق (عليه السلام): (احذروا على شبابكم الغلاة لا يفسدوهم فإن الغلاة شر خلق الله يصغّرون عظمة الله ويدّعون الربوبية لعباد الله)(1). ومن هنا نعلم أن الشباب كانوا مستهدفين في حركة الغلو كما أنهم مستهدفين في زمننا الحاضر من الغرب عن طريق الهجمة الشرسة التي تتعرض لها أمة الاسلام تحت عناوين مزوّقة وشعارات برّاقة من قبيل الثقافة الجديدة والديمقراطية وحرية التعبير عن الرأي وغير ذلك من المصطلحات المعلبة التي لا تهدف إلاّ إلى تقويض القيم الاسلامية وتضعيف الاصالة عند المسلمين وجرّهم الى الابتذال والخواء الروحي والفكري، ويمكننا القول إن مقولتي الغلو والديمقراطية هما وجهان لعملة واحدة هدفها تفتيت قدرة الاسلام والمسلمين وضربهما من الداخل والفارق بينهما واحد فقط هو أن الغلو يتناسب مع تلك المرحلة فكرياً في حين أن مدّعى الديمقراطية هو الأكثر رواجاً في هذه المرحلة بعد 1400 سنة. فعلى هذا لا بدّ للمسلمين من يقظة وانتباهة واعية لئلا يستفيقوا على واقع مرير حين يجدون أنفسهم وابناؤهم وقد جرفتهم أمواج العولمة والتحلل والالحاد. ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ المجلسي محمد باقر، بحار الانوار ج 25 ص 265 رواية 6.