(366) في أمرنا وثالثها التصريح بمثالب أعدائنا، فاذا سمع الناس الغلو فينا كفّروا شيعتنا ونسبوهم الى القول بربوبيتنا...)(1). وهذا ما حصل بالفعل من اتهام فئة كبيرة من المسلمين بالكفر وهذا أول الهدم في جدار المجتمع الإسلامي وبهذا الشكل أصّل الغلاة وأحدثوا انشقاقات واسعة وخطيرة في صفوف المسلمين أدّت الى تقاطع فكري واسع كان نواةً لتضعيف الإسلام وتفتيت وحدة المسلمين. توجيهات الأئمة (عليهم السلام) للمسلمين في مواجهة الغلو: لم يترك أهل البيت (عليهم السلام) الأمة دون أن يبينوا لها كيفية التعاطي والتعامل مع الغلاة، بينوا طرق الوقاية من هذا الوباء الجديد فكانت توجيهاتهم (عليهم السلام)تنصب فيما يأتي: الف ـ تكذيب الغلاة وعدم التصديق بمدّعياتهم: أراد أهل البيت (عليهم السلام) من الأمة أن لا تقع تحت تأثير الافكار الهدامة التي يبثها هؤلاء وتحت أي عنوان كانت فيصدقوا بها. عن زرارة عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: (سمعته يقول: لعن الله بنان التبّان وأن بناناً لعنه الله كان يكذب على أبي أشهد أن أبي علي بن الحسين (عليه السلام) كان عبداً صالحاً)(2). ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ المجلسى، محمد باقر بحار الانوار ج 26، ص 239، باب 4، رواية 1. 2 ـ المجلسي، محمد باقر، بحارالانوار ج 25 ص 296 رواية 58.