(360) ويناشدهم: ارجعوا الى الاسلام فأبوا فأمر بالحطب والنار والقي عليهم فاحترقوا)(1). لو تأمّلنا في هذه الرواية نستنتج منها ما يلي: أ ـ إن الامام علي (عليه السلام) لم يتوان في مواجهة حركة الانحراف هذه ولم يتهاون في الحكم على دعاتها بالاعدام. ب ـ إن هؤلاء المنحرفين لم يحترموا الامام فضلاً عن أن يحبوه لأن الحب كما قلنا يقود الى الطاعة ومن أحب شيئاً أحب لوازمه. جـ ـ إن أصحاب هذا الفكر المنحرف كانوا مصرّين عليه ولو أدّى الى قتلهم من أجل انجاح المهمة الموكلة إليهم حيث أن تضحيتهم بأنفسهم تصب في نفع المخطط اعلامياً. د ـ إن الامام (عليه السلام) نزل وألصق خدّه بالتراب ليفند مقولتهم عملياً بالسجود حيث ان السجود هو مظهر من مظاهر العبودية لله سبحانه وتعالى. هـ ـ إن القول بالغلو هو خروج عن الاسلام وانه ارتداد وكفر يستحق مدّعيه القتل. وفي حوار بين الامام الصادق (عليه السلام) وأحد أصحابه يبين الامام (عليه السلام) له أن مواجهة الانحراف بكل أشكاله مسألة مهمة في الشريعة وأنه لو سكت عمّا يقوله المتخرصون والقائلون بنسبة الألوهية والربوبية له كما ادّعى ذلك ابو الخطاب فإنه معرّض لسخط الله سبحانه وتعالى، قال (عليه السلام): «يا مصادف إن عيسى لو سكت عما قالت النصارى فيه لكان حقاً على الله أن يصم سمعه ويعمي بصره ولو سكتُّ عما قال أبو الخطاب لكان حقاً على الله أن يصم سمعي ويعمي بصري»(2). ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ ابن ابي الحديد، شرح نهج البلاغة، منشورات مكتبة السيّد المرعشي النجفي، ص 6. 2 ـ المجلسي، محمد باقر، بحار الانوار، ج 25، ص 293، رواية 51.