(359) سمعوا التقصير اعتقدوه فينا، واذا سمعوا مثالب اعدائنا بأسمائهم ثلبونا بأسمائنا، وقد قال الله عز وجل: (ولا تسبّوا الذين يدعون من دون الله فيسبّوا الله عدواً بغير علم)(1). ادّعاءات الغلاة ومواقف الائمة (عليهم السلام): 1 ـ تأليه الأئمة (عليهم السلام): من أعظم مقولات الغلاة وأشدّها وطأة على أهل البيت (عليهم السلام) انزالهم منزلة الإله واعطائهم مقام الالوهية والربوبية حيث ادّعى بعض عناصر حركة الغلو المنظمة أن بعض الأئمة (عليهم السلام) آلهة وأرباب وكانت المدّعيات هذه تتناسب مع طبيعة المرحلة والظروف الحاكمة فيها وأول الأئمة (عليهم السلام) مواجهةً لهذه الحركة هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقد جاء في الرواية عن أبي العباس عن محمد بن سليمان بن حبيب المصيصي عن علي بن محمد النوفلي عن أبيه ومشيخته: (أن علياً (عليه السلام) مرّ بهم وهم يأكلون في شهر رمضان نهاراً فقال أسفر أم مرضى؟ قالوا: ولا واحد منهما، قال: أفمن أهل الكتاب أنتم؟ قالوا: لا، قال: فما بال الأكل في شهر رمضان نهاراً؟ قالوا: أنت أنت، ففهم مرادهم فنزل عن فرسه فألصق خدّه بالتراب ثم قال: ويلكم إنما أنا عبد من عبيدالله فاتقوا الله وارجعوا الى الاسلام فأبوا فدعاهم مراراً فأقاموا على أمرهم فنهض عنهم ثم قال: شدّوهم وثاقاً وعلىّ بالفعلة والنار والحطب ثم أمر بحفر بئرين فحفرتا فجعل إحداهما سرباً والاخرى مكشوفة وفتح بينهما فتحاً وألقى النار في الحطب فدخّن عليهم وجعل يهتف بهم ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ عيون اخبار الرضا1: 237 ح 23 والآية: الانعام: 108.