(358) الذي يطعمنا ويسقينا، فلما رجع اميرالمؤمنين ودخل عليه الناس دخلت وخلا وجهه، فقلت له: سمعت اليوم عجباً، وحدثته، فنكث في الارض، وقال: يا هذلي، يدخلهم الله النار في طاعتنا ويعثلهم أحبّ الىّ من أن يدخلهم الجنة بمعصيتنافجواب المنصور يدل على انه يبغي الاستفادة منهم في توطيد حكمه وان لم يوافقهم في الرأي، فهم سنداً له يواجه به الحركة الشرعيّة لأئمة اهل البيت (عليهم السلام)لكنه لما أحس بعد ذلك بخطورتهم على سلطانه لاعلانهم عقائدهم الكافرة وهي تؤدي الى اثارة المسلمين عموماً ضده. حبسهم واستتابهم وبعد ذلك قتل من لم يتب. 4 ـ يمكن ان يسخر خصوم اهل البيت (عليهم السلام) من يندس مع اصحاب الأئمة لإظهار الغلو حتى تكون ذريعة لهم باتهام الفرقة الحقة بتأليه البشر ثم القول بفساد عقيدتها وتشويه مبادئها وتشويش الاجواء لإبعاد الناس عنهم، ثم يتحقق لهم الهدف بالتخلص من مذهب أهل البيت (عليهم السلام) الذي يعتبر الاقوى والاكمل بنظريتة في السياسة والحكومة القائمة على الامامة بالنص وهي من أهم اصول المذهب فاذا أثيرت مسألة تأليه الامام فان المجتمع الشيعي سينشغل في مقاومتها وردها وهذا يحتاج الى وقت وموقف لإثبات الرأي الاصيل ونفي الانحراف العقائدي والانشغال الداخلي يهي فرصة في المقابل لأولئك المحركين لضرب المذهب وتقوية سلطانهم ووجودهم. قال الامام الرضا (عليه السلام): ان مخالفينا وضعوا اخباراً في فضائلنا، وجعلوها على ثلاثة اقسام: احدهاالغلو، وثانيها التقصير في امرنا وثالثها التصريح بمثالب اعدائنا، فإذا سمع الناس الغلو فينا كفروا شيعتنا ونسبوهم الى القول بربوبيتنا، واذا ــــــــــــــــــــــــــــ (1)1 - الطبري: 7: 507.