(355) النصارى احبوا عيسى حتى قالوا فيه ما قالوا... وانا على سنة من ذلك ان قوماً من شيعتنا سيحبونا حتى يقولوا فينا ما قالت اليهود في عزير وما قالت المسيح في عيسى بن مريم فلا هم منا ولا نحن منهم(1) قال امير المؤمنين (عليه السلام): قال لي النبي (صلى الله عليه وآله): فيك مثل من عيسى، أبغضته اليهود حتى بهتوا أمّه، وأحبته النصارى حتى أنزلوه بالمنزلة التي ليس به. ثم قال (عليه السلام): يهلك فىّ رجلان: محبّ مفرط يقرظني بما ليس فيّ، ومبغض يحمله شنآني على ان يبهتني(2). 2 ـ الانحطاط الفكري وتدني الوعي والفهم الديني، الذي يقصر عن فهم حقيقة وجوهر العبوديّة وحدود القدرات الانسانيّة الوجوديّة التي تنتج عن الانبهار والاعجاب لما يصدر عن الأئمة من أهل البيت (عليهم السلام) من كرامات واخبار عن بعض الاحداث التي توارثوا العلم بها عن رسول الله (صلى الله عليه وآله). 3 ـ الاطماع الشخصيّة الهابطة التي تستهدف ابتزار اموال الناس وقد كان محمد بن نصير الفهري وحسن بن محمد القمي نموذجين لذلك يقول الامام الحسن العسكري (عليه السلام): «مستأكلين يأكلان بنا الناس فتانين مؤذيين آذاهما الله»(3). 4 ـ الشذوذ الخلقي والعقد النفسيّة، التي تدعو اصحابها الى حالة التمرد على الدين والشريعة الالهية وطلب التحلل وعدم التقييد بها. ولقد قال الامام الصادق (عليه السلام): والله ان الغلاة شر من اليهود والنصارى والمجوس والذين اشركوا، ثم قال: الينا يرجع الغالي فلا نقبله وبنا يلحق المقصر فنقبله، فقيل له: كيف ذلك يابن رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ قال: «الغالي قد اعتاد ترك الصلاة والزكاة والصيام والحج فلا ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ بحار الانوار: 25: 318 ح 84. 2 ـ مسند احمد 1: 160. 3 ـ بحار الانوار: 25: 288 ح 44.