(354) اعمالي وأورادي كلها ورداً واحداً وحالي في خدمتك سرمداً»(1). والامام الحسن المجتبى (عليه السلام) «كان اذا قام في صلاته ترتعد فرائصه بين يدي ربه عز وجل»(2). واما الامام الحسين (عليه السلام) فدعاء عرفة يحمل ارقى معاني التوحيد والعبودية، والصحيفة السجادية للامام زين العابدين (عليه السلام) والامامين الباقر والصادق (عليهما السلام)كانت مقولتهم «... والله ما معنا من الله براءة، وما بيننا وبين الله قرابة، ولا لنا على الله حجة، ولا يتقرب الى الله إلاّ بالطاعة، فمن كان منكم مطيعاً نفعته ولايتنا، ومن كان منكم عاصياً لم تنفعه ولايتنا»(3). وهكذا جميع أهل بيت النبوة في كلامهم وتوجيههم لأتباعهم يؤكدون على معرفة الله وتوحيده وطاعته ثم انهم عباد له سبحانه وتعالى وطريق القرب منه بالعبادة والانقياد التام لأوامره ونواهيه. وهم يفتخرون بعبوديتهم لله، فاذا تنزهت العقائد الاسلامية الاصيلة من وجود هذه الافكار الضالة واهل البيت (عليهم السلام) كذلك، فلم يبق الاّ الطرف المغالي الذي يمكن ان يكون شخصاً ويمكن ان تكون مؤسسة دينيّة او سياسية. اوّلاً: الشخصيّة: 1 ـ نوايا حسنة لا يقصد النتائج في اول حركته بهذا الاتجاه وانما يتحرك بشكل عاطفي غير منضبط ينتهي الى هذا المصير قال الامام على بن الحسين (عليه السلام): ان اليهود احبوا عزيراً حتى قالوا فيه ما قالوا، فلا عزير منهم ولا هم من عزير. وإن ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ مقطع من دعاء كميل. 2 ـ الانوار الالهية: عباس القمي: 75. 3 ـ مكارم الاخلاق، الطبرسى: 67.