(353) والاعتراف بربوبيته (قل من رب السموات والارض قل الله)(1). وقد ذكر سبحانه عباده بالنعم التي انعمها عليهم وخلقهم ومصيرهم الذي ينتهون اليه وعجز ما دونه عن ذلك فقال سبحانه وتعالى (الله الذي خلقكم ثم يرزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شىء سبحانه وتعالى عما يشركون)(2). وحذر من كل انواع الغلو بقوله: (يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلاّ الحق)(3). فالرسالة الالهيّة لا تحمل في داخلها بذور الغلو وقد كانت الآيات الالهية في مقام النفي والتحذير والاستدلال على أن كل ما دون الله لا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضراً ولا حياة ولا نشوراً. اما الذين غالى بهم بعض الناس وجعلوهم في مقام الربوبية فأحاديثهم وسلوكهم شاهد على عبوديتهم وخضوعهم لله سبحانه وتعالى وكل كرامة حصلوا عليها لإخلاصهم ومبالغتهم في العبودية. فقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يحذر من الغلو بقوله: «اياكم والغلو في الدين»وكان رسول الله وعبده تركزت دعوته على التوحيد وشعارها «لا اله الاّ الله، محمد رسول الله» وكان الامام علي (عليه السلام) يقول في دعائه «يا رب يا رب يا رب اسألك بحقك وقدسك واعظم صفاتك واسمائك ان تجعل اوقاتي من الليل والنهار بذكرك معمورة وبخدمتك موصولة واعمالي عندك مقبولة حتى تكون ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ سورة الرعد: 16. 2 ـ سورة الروم: 40. 3 ـ سورة النساء: 171. (4)4 - لسان العرب، ابن منظور: 15: 132.