(351) اما الخلود الذي نسبه البعض الى الانبياء فقد نفاه الله تعالى ولم يستثني أيّاً من مخلوقاته وان الله قهر عباده بالموت والانبياء لا استثناء لهم في ذلك: (وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفان متّ فهم الخالدون، كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة والينا ترجعون)(1). وقوله تعالى: (وما محمد الاّ رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات او قتل انقلبتم على أعقابكم...)(2). وقد حذر تعالى وتوعّد من يدعي أنه إله وقال: (ومن يقل منهم إني اله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين)(3). ونختم هذا الاستعراض للآيات القرآنية بقوله تعالى الذي يحدد فيه هوية الانبياء ومقامهم وقربهم منه تعالى باعتبارهم عباده ورسله الى خلقه: (بل عبادٌ مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلاّ لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون)(4). مناشئ الغلو وأهدافه: لا يمكن المرور بظاهرة الغلو بتسامح واعتبارها حدثاً بسيطاً وطبيعياً من غير تدقيق في علل تكوين افكاره وتتبع الجذور التي امتدت لتصل الى ساحة مبادئنا ومقدساتنا وانعكست على طريقة التعاطي مع التشريعات والشخصيات الالهية. ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ سورة الانبياء: 34 ـ 35. 2 ـ سورة آل عمران 144. 3 ـ سورة الانبياء: 29. 4 ـ سورة الانبياء: 27 ـ 28.