(335) وكان لذرية ولده إدريس الأصغر مكانة لدى البربر الذين آووهم وسهروا على تنشئتهم وأعطوهم القيادة الدينية والعلمية، وكان البربر وما يزالون يخصونهم بالطاعة إذ الغالبية العظمى من مشائخ التصوف وفقهاء الزوايا العلمية من هؤلاء الأشراف وحتّى لا أُطيل أكتفي بذكر أعظم من مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم واشتهر بذلك الى درجة أن فحول الشعراء مثل أحمد شوفي وغيره لم يدعوا مباراته في مدح النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وانما تباروا في تشطير بعض قصائده. ألا وهو الإمام البوصيري الذي ينتسب الى جبال الجرجرة في الجزائر. وكان أبواه قد هاجرا الى مصر حيث ولد ونشأ. وفيما كنت في شهر المولد من سنة 1418 أشرح قصيدة الهمزية وتعرضت للمعجزات التي ذكرها الإمام البوصيري تبين لي بأن من معجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم، بالإضافة الى القرآن الكريم، نبوءته بزوال حكم كسرى أنوشيروان ملك الفرس. وذلك عندما عاد مبعوثه عليه الصلاة والسلام الى كسرى وأخبره بما فعل كسرى برسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأخبر عليه الصلاة والسلام بأنّ كسرى سيكون آخر ملوك الفرس، وقال كلمته المشهورة: «أذا هلك كسرى فلا كسرى بعده». غير أن الشاه محمّد رضا بهلوي، الذي تربّى في أحضان الثقافة الغربية وأبطرته النعمة حتى اشتد طغيانه وظن نفسه أن ملكه امتداد لملك الساسانيين، فأقام احتفالات ماجنة في سنة 1976 نظمها في زعمه بمناسبة مرور 2500 سنة على ملك أجداده، وكأنّه بذلك يعارض نبوءة رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءت الثورة الإسلامية المظفرة التي فجرها الشعب الإيراني المسلم بقيادة الامام الخميني رحمه الله ورضي عنه، مكذبة لادّعاء محمّد رضا بهلوي الباطل ومصدقة لنبوءة محمّد صلى الله عليه وسلم.