(334) قلوب المؤمنين الصادقين هو أن نمعن النظر في الأدوات التي نستخدمها ونتناول بها أوضاع المسلمين ومشاكلهم. فإننا ما دمنا نتوقع بدون نقد ولا تمحيص أن ما توصل به غيرنا من الطرق يجب لا محالة أن ينقذنا، قد لا نكون أحسنّا الاختيار. فلا بد من فحص أدواتنا، وأن ننظر مدى العلاقة الموضوعية بين أدوات التفكير وموضوعه. ولا أصلح لتغيير حالنا من هذه الأوضاع التي لم يعد بيننا من يرتضيها الاّ أوضاعاً نكون فيها أكثر قرباً من بعضنا وأكثر تعاوناً وأقل تنابزاً وصراعاً وإهداراً للطاقات . قلت لا أصلح لذلك من المنهج القرآني الذي ينبغي أن نعود إليه وأن نتدبره. فالعودة الى المنهج القرآني بوعي وتدبر ستكون بلا شك عودة الى الله الذي يفرح بتوبة عبده أشد مما يفرح أحدنا بالعثور على مائه وزاده بعد أن شردت بهما راحلته وهو وحيد في الصحراء. أمّا الحديث عن أهل البيت فإنّ الله قد أكرمهم في القرآن حيث قال تعالى: (إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً). وقال: (قل لا أسألكم عليه أجراً الاّ المودّة في القربى). ومهما يختلف المفسرون بالمقصود بـ(القربى) فإن ذوي القربى في آيات كثيرة أخرى من القرآن الكريم مقدمون على غيرهم. هذا من جهة. ومن جهة أخرى فإذا كان معنى الآية كما روي عن عبدالله بن عبّاس رضي الله عنهما هو قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من قريش. فإنّ ذلك ينتج أنّ مراعاة القرابة مطلوبة شرعاً وأخلاقاً سواء كانت قرابته من قريش أو قرابته من أهله ونسله. ما دامت قرابة النسب مطلوب مراعاتها وتقديمها أو تمييزها بمزيد من المودة والمحبة والتبجيل. وقد كان لذرية الإمام عليّ من فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم تقدير متميز في بلاد المغرب وذلك منذ هجرة إدريس الأكبر.