(327) شنآني على ان يبهتني»(1). أسهمت ظاهرة الغلو في تفتيت تواصر بنية الامة الاسلامية وكانت عائقاً امام كل محاولات التقريب والتفاهم بين فرق المسلمين. بيد ان تستر الغلاة خلف المذهب الشيعي لا يستلزم اتهام هذا المذهب بالغلو كما ان اختفاء بعض النواصب وراء أهل السنة والجماعة لا يوجب اتهامهم بتهمة النصب والعداء لأهل البيت. فالشيعة مبرأون من الغلو والغلاة كما ان اهل البيت مبرأون من النصب والبغض لأهل البيت. ويمكن القول ان ثمة اتجاهين نشأ بسبب تكريس السطحية في فهم الدين والابتعاد عن حقيقة العبودية لله وبروز روح الافراط والتفريط في حب أهل البيت هذان الاتجاه هما الغلاة والنواصب من كلا الفريقين والحق ان اهل السنة والشيعة وفق متبنياتهم واصول وافكارهم لا يتبنون كلا الاتجاهين حين فالشيعة وأهل السنة بعيدون عن افكار هؤلاء الضالة. الا ان المؤسف حقاً وفي اجواء السجالات والانفعالات يقوم البعض فى كلا الفريقين بالانسياق وراء الاتجاهين السلبيين لتأييد رأيه وافحام خصومه. ومن هنا لابد لكلا الفريقين فى السعي الجاد لتهذيب الترات والرصيد الثقافي والفكري مما دُس من افكار الغلاة والنواصب وبلورة وعي الاسلامي مشترك للوقوف بوجه تلك الدعوات المنحرفة وتنزيه موروثاتنا الفكرية وتحديد مفاهيم الغلو ضمن أطر معلومة الافاق ومحدودة المعالم ولابد فى التمييز الواعي بين الحب والغلو وعدم تحميل أي فريق تبعات وتداعيات انحرافات الغلاة والنواصب . ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ مسند أحمد 1: 160 والصواعق المحرقة: 123 .