(326) عليها البعض متوهماً ان حب اهل البيت المجرد كاف وهو الكفيل بمحو كل السيئات والموبقات باعتبار «ان الحسنات يذهبن السيئات» وهذا الحب هو حسنة كما يتصور هذا البعض بيد ان الحب اذا لم يعمل في طياته المبادىء والالتزامات الشرعية لم يكن حسنة. هذه مغالطات وأوهام خطيرة ينبغي الوقوف ضدها وتهذيبها حتى لايساء إلى هذا الدين الحق. ونعتقد ان حب اهل البيت من اصدق نماذج الحب في الله وهو يمثل حقيقة الايمان بل اوثق عراه قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «أوثق عرى الايمان الحب والبغض فى الله»(1). أهل البيت (عليهم السلام) بين الغلو والتقصير: من معالم الفكر الاسلامي انه فكر وسطي الوجهة والنزعة وهو فكر تتجلى فيه الرؤية المتزنة المعتدلة المتكاملة للناس والحياة بعيداً عن الغلو والتقصير. الوسطية التي ننشدها هي نبذ الافراط والتفريط بالاشياء والاعتدال في حب أهل البيت يقع في دائرة الغلو والبغض بين طرفي الافراط في حبهم والتفريط في ذلك . وقد حرص النبي المصطفى والائمة الهداة على تأكيد الوسطية والاعتدال ونبذ التطرف والمغالاة. قال اميرالمؤمنين (عليه السلام): «قال لي النبي (صلى الله عليه وآله) فيك مثل من عيسى أبغضته اليهود حتى بهتوا أمه واحبته النصارى حتى انزلوه بالمنزلة التى ليس به.» ثم قال (عليه السلام): «يهلك فىّ رجلان: محب مفرط يقرظني بما ليس فىّ ومبغض يحمله ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ كنز العمال 1: 43 / 105، الكافي، ج 2، ص 125 ـ 126.