كان من تلامذة الامام جعفر الصادق وهذا الاخير هو من اهل بيت النبوة يقول عنه الامام مالك: كنت آتي جعفر بن محمد فما كنت اراه الا على احدى خصال ثلاث اما مصليا واما صائما واما يقرأ القرآن وما رأيته يحدث عن رسول الله الا على طهارة ولا يتكلم في ما لا يعنيه وكان من العباد الزهاد الذين يخشون الله وما زرته الا واخرج الوسادة من تحته وجعلها تحتي. وقد اخذ عن الامام جعفر الصادق الكثير من اتباع الامام مالك ومنهم سفيان بن عيينة وسفيان الثوري وغيرهما. واما الامام ابو حنيفة صاحب المذهب الحنفي من اهل السنة فقد قيل عنه انه علوي ولا غرو في ذلك لثباته على الحق وانتصاره للحكم الشرعي بوجه الخليفة يعرفه الكثير من الناس وقد سجن وضرب وبقي على موقفه والتقى بالامام جعفر الصادق واخذ عنه وقد ورد ان المنصور امر ابا حنيفة ان يعد للامام الصادق عددا من المسائل الصعبة فسأل ابو حنيفة الامام جعفر الصادق أربعين مسألة، فأجاب عن كل واحدة منها. وعلّق أبو حنيفة على ذلك قائلا: انّ أعلم الناس أعلمهم بخلافات الناس، ويقصد جعفر الصادق، ويضيف قائلا: اتيته فدخلت عليه فلمّا بصرت به دخلني من الريبة لجعفر بن محمد ما لم يدخلني لابي جعفر المنصور. وكذلك نجد الامام احمد بن حنبل الذي دخل السجن لثباته على رأيه ودفاعه عن كتاب الله بوجه الحاكم يروي عن رسول الله حديث الثقلين بعدة طرق منها ما رواه عن زيد بن ثابت ان رسول الله صلي الله عليه وآله قال: اني تارك فيكم خليفتين كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والارض وعترتي اهل بيتي وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. وروى الامام احمد الحديث ذاته عن ابي سعيد الخدري.