(245) وكان المأمون يعظّمه ويبجله ويخضع له ويتغالى فيه حتى إنّه جعله وليّ عهده من بعده(1). الذهبي: كان علىّ الرضا كبير الشأن، أهلاً للخلافة(2). وكان الإمام محمد الجواد (عليه السلام) على صغر سنّه مرجعاً علمياً للكثير من الفقهاء والعلماء على مختلف مذاهبهم، ففي احد مواسم الحج اجتمع من فقهاء بغداد والامصار ثمانون ليشاهدوه ويتعلموا من علمه(3). ولمقامه العلمي اختاره المأمون كما ورد في قوله: أما أبو جعفر محمد بن علىّ فقد اخترته لتبريرزه على كافة أهل الفضل في العلم والفضل مع صغر سنّه والاعجوبة فيه بذلك، وأنا أرجو أن يظهر للناس ما قد عرفته منه، فيعلموا أنّ الرأي ما رأيت فيه(4). وفي مجلس ضم الإمام الجواد وعدداً من الفقهاء من مذاهب متنوعة ابدى كل منهم رأيه في أحد المسائل القضائية، فترك المعتصم العباسي اراءهم وأخذ برأي الامام الجواد (عليه السلام)، وفي ذلك قال ابن ابي داود للمعتصم: (وقد تسامع الناس بذلك من وراء بابه، ثم يترك أقاويلهم كلهم لقول رجل يقول شطر هذه الامة بامامته، ويدّعون أنّه اولى منه بمقامه ثمّ يحكم بحكمه دون حكم الفقهاء)(5). وكانت له محاورات ومناظرات عديدة مع المتكلمين والفلاسفة والفقهاء فكان رأيه راجحاً على آرائهم. ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ النجوم الزاهرة 2: 175. 2 ـ سير أعلام النبلاء 9: 392. 3 ـ بحار الانوار 50: 105. 4 ـ كشف الغمّة 2: 354. 5 ـ تفسير العياشي 1: 319.