(244) والغلاة استطاع من خلالها تحجيم أفكارهم وشبهاتهم. وقد جمع له المأمون العباسي علماء سائر الملل والأديان مثل: الجاثليق، ورأس الجالوت، ورؤساء الصابئين، وأصحاب زرادشت، ونسطاس الرومي، فسألوه فقطعهم واحداً بعد واحد(1). وكتب الرسالة الذهبية إلى المأمون فكتبها بماء الذهب، وهي رسالة شاملة لجميع أسس الاسلام من الحلال والحرام والفرائض والسنن. ويقول محمد بن عيسى اليقطيني: لما اختلف الناس في امر أبي الحسن الرضا (عليه السلام) جمعت من مسائله مما سئل عنه وأجاب عنه خمس عشرة الف مسألة(2). استقبله في نيسابور عشرون الفاً من الفقهاء والعلماء والرواة وأصحاب الحديث(3). وانّ من أسباب تقريبه من قبل المأمون وجعله ولياً للعهد هو كونه مرجعاً علمياً للامة وهذه المرجعية هي الاساس في مرجعيته الاجتماعية والسياسية. ونكتفي بنقل آراء ثلاثة من الباحثين في حقّه: يوسف بن إسماعيل النبهاني: أحد اكابر الائمة ومصابيح الأمة، من أهل بيت النبوة، ومعادن العلم والعرفان والكرم والفتوة، كان عظيم القدر مشهور الذكر وله كرامات كثيرة(4). جمال الدين الاتابكي: كان إماماً عالماً سيد بني هاشم في زمانه وأجلّهم، ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ مناقب آل أبي طالب 4: 380. 2 ـ الغيبة: 73، الشيخ الطوسي، مؤسسة المعارف ـ قم ـ 1411 هـ 3 ـ الصواعق المحرقة: 310. 4 ـ جامع كرامات الاولياء 2: 256.