(242) ولكنّه لم يرو عنه في ايام بني امية حتّى ظهر أمر بني العباس، وكان لا يروي عنه حتى يضمه إلى آخر(1). وكان مرجعاً في حماية العقيدة من التيارات العقائدية والفلسفية والالحادية، وكانت له مواقف حاسمة من الغلاة والزنادقة والوضاعين، وهو الذي فتح باب التخصص في العلوم. مرجعية بقية الائمة (عليهم السلام) في عصر الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) انتشرت التيارات والمذاهب الفلسفية والعقائدية والاجتهادات الفقهية ومدارس التفسير والرواية، وتوسعت دائرة الالحاد والزندقة والغلو، ودخلت علوم جديدة في استنباط الاحكام كالمنطق والفلسفة والكلام وعلوم اللغة، ورويت الاحاديث المدسوسة والاخبار الكاذبة. وفي هذه الاجواء كان الإمام الكاظم (عليه السلام) مرجعاً وملاذاً للتصدي للانحراف العقائدي والفكري، حيث اغنى الامة بالرواية الصحيحة والحديث والتفسير السليم، وكان لطلابه الدور الاساسى في مواجهة الانحراف، فقد بلغ عدد الرواة الذين رووا عنه اكثر من ثلاثمائة. وقد ركز (عليه السلام) على المصادر الاساسية للفكر والتشريع في مواجهته للتيارات المنحرفة أو المتأثرة بغير المنهج الاسلامي. وقد اعترف حكام زمانه بهذه المرجعية واوجسوا منها خيفة لأنّها ستكون مرجعية عامة تتجاوز العلم إلى غيره، فقال له هارون العباسي حين رآه جالساً عند الكعبة: أنت الذي تبايعك الناس سرّاً؟ فقال: أنا إمام القلوب وأنت إمام الجسوم(2). ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ تهذيب التهذيب 2: 88. 2 ـ الصواعق المحرقة: 309.