(241) قال عنه محمد ابو زهرة: كان له فضل الاستاذية على أبي حنيفة ومالك، فحسبه ذلك فضلاً، ولا يمكن أن يؤخر عن نقص، ولا يقدّم غيره عليه عن فضل، فهو ممن جمع الله تعالى له الشرف الذاتي والشرف الاضافي(1). وكان استاذاً لسفيان الثوري وكان يقول له: لا أقوم حتى تحدثني(2). وكان ابو حنيفة يقول: لولا السنتان لهلك النعمان(3). وقال أيضاً: ما رأيت أحداً أفقه من جعفر بن محمد... فكان يقول في المسألة: أنتم تقولون فيها: كذا وكذا، وأهل المدينة يقولون: كذا وكذا، ونحن نقول: كذا وكذا... ثم قال ابو حنيفة: اليس قد روينا أنّ أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس(4). واعترافاً منه بهذه المرجعية سئل مرة: إذا قيل عن البعض انّه وقف ماله للامام فمن يكون المستحق؟ فقال: يكون المستحق جعفر الصادق، لأنّه هو الإمام بالحق. وكانت هذه الفتوى منه سبباً لنقمة العباسيين عليه وانزالهم به بعض المظالم(5). وكان الامام مالك قد تلقى العلم منه في اوقات معينة، وكان يقول: لقد اختلفت اليه زماناً... وكان من العلماء والعباد والزهاد الذين يخشون الله... وجعل يعدد فضائله وما رآه من فضائل غيره من اشياخه في خبر طويل(6). ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ الإمام الصادق: 3. 2 ـ سير أعلام النبلاء 6: 261. 3 ـ تاريخ المذاهب الاسلامية: 702. 4 ـ سير أعلام النبلاء 6: 258. 5 ـ تاريخ العلويين: 200، محمّد أمين غالب. 6 ـ تاريخ المذاهب الاسلامية: 397.