(232) من الآخر: كتاب الله... وعترتي أهل بيتي ولن يتفرقا حتّى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما»(1). والتسمك يدل دلالة واضحة على مرجعيتهم العلمية، فرسول الله (صلى الله عليه وآله) لا يأمر بالتمسك بمن لا يتصف بالعلم والمعرفة والادراك، وهنالك دلالة واضحة في كثير من الروايات. ومنها: قوله (صلى الله عليه وآله): «ألا إنّ مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح... من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق»(2). والنجاة المتحققة بالتمسك بأهل البيت (عليهم السلام) والاقتداء بهم والأخذ بتعاليمهم تعني أنّهم مرجعية علمية للمسلمين، وبهذه الصفة هم ملاك النجاة، والدعوة للاقتداء باهل البيت (عليهم السلام) مع عدم اتصافهم بالمرجعية العلمية تغرير بالقبيح وهو محال على رسول الله (صلى الله عليه وآله). والمقصود بأهل البيت (عليهم السلام) هم أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهم: علي وفاطمة والحسن والحسين كما دلت على ذلك الروايات المستفيضة، وكما ورد في تفسير آية التطهير(3). وفي الواقع العملي كان الحسن والحسين مهوى افئدة المسلمين وكانا مرجعين لعموم المسلمين ولخصوص الفقهاء والعلماء. فكان الحسن (عليه السلام) يجلس في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ويجتمع الناس حوله ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ سنن الترمذي 5: 663. 2 ـ المستدرك على الصحيحين: 3: 151، مجمع الزوائد 9: 168. 3 ـ جامع البيان 22: 6: الدر المنثور 6: 603. ولمزيد الاطلاع مراجعة كتاب: أهل البيت، اصدار مؤسسة البلاغ، الملاحق رقم 1، 2، استفيدت من مئات المصادر.