(231) وقال في حقّه تقديماً له على غيره: (لا يفتينّ احد في المسجد وعليّ حاضر)(1). وكان الخليفة الثالث يرجع إليه في الكثير من الأحكام والقضايا، وكان إذا جاءه الخصمان قال لاحدهما اذهب ادع علياً، وقال للآخر: اذهب فادع طلحة والزبير... فان قالوا ما يوافق رأيه أمضاه وإلاّ نظر فيه بعد(2). ويشير عليه بالحكم الأصوب فيأخذ برأيه(3). ومن سيرة عليّ (عليه السلام) استنبط الفقهاء أحكام عديدة، ومن ذلك استنباط أحكام البغاة من وقعة الجمل وصفين(4). وعليّ هو القائل: «سلوني عن طرق السماوات فانّي أعرف بها من طرق الأرضين، ولو كشف الغطاء ما ازددت يقيناً». وحول هذا الحديث قال سعيد بن المسيّب: (لم يكن أحد من أصحاب رسول الله يقولها إلاّ عليّ بن ابي طالب»(5). مرجعية الامامين الحسن والحسين (عليهما السلام) العلمية وردت روايات متواترة ومستفيضة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) تنص على التمسك بالكتاب والعترة الطاهرة ومنها: قوله (صلى الله عليه وآله): «إنّي تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلّوا بعدي أحدهما اعظم ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ شرح نهج البلاغة 1 : 18. 2 ـ السنن الكبرى 10: 112. 3 ـ الموطأ 2: 825. 4 ـ تذكرة الخواص: 39. 5 ـ تذكرة الخواص: 34، 35.