(229) علمك من علم ابن عمّك؟ فقال: كنسبة قطرة من المطر إلى البحر المحيط...)(1). رجوع الصحابة إلى الامام علي (عليه السلام).. من الوقائع المشهورة رجوع الصحابة إلي الإمام علي (عليه السلام) والأخذ برأيه في أغلب مجالات العلم والمعرفة وفي الفقه والقضاء، وكانوا سرعان ما يتركون رايهم أو حكمهم لرأيه وحكمه ايماناً منهم بأعلميته، ولا يجدون حرجاً في رجوعهم إليه، فقد (كان ابو بكر وعمر يشاورانه ويرجعان إلى رأيه، وكان كل الصحابة مفتقراً إلى علمه)(2). فقد كان الخليفة الأوّل إذا نزل به امر دعا جمع الصحابة وعلى رأسهم عليّ بن أبي طالب واستشارهم في الأمر(3). وكان إذا عجز عن الاجابة على بعض المسائل دعا علياً (عليه السلام) فأجابه عنها، فمثلاً سأله اليهود عن مسائل متعددة فحوّل الجواب إلى عليّ فأجابهم(4). واستشاره فى شارب خمر ادعى أنّه شربها ولم يعلم بالتحريم، فأجابه الامام (عليه السلام) بما ينسجم مع قواعد الشريعة، فخلى ابو بكر سبيله ولم يحدّه(5). ورجع الخليفة الثاني لرأيه في مجالات عديدة، فقد استشاره في عقوبة شارب الخمر، فقال له: أرى أن تجلده ثمانين(6). ودعا عمر امرأة لما بلغه عنها أمر مريب فأرتاعت وسقط جنينها، فقال له ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ شرح نهج البلاغة 1، 17، 18. 2 ـ المنتظم 5: 68. 3 ـ كنز العمّال 5: 627. 4 ـ ذخائر العقبى: 80. 5 ـ مناقب آل ابي طالب 2: 397. 6 ـ تاريخ المدينة المنورة 2: 732.