(228) بين اللوحين وبما انزل على محمد من عليّ)(1). وفي مرجعيته العلمية قال ابن أبي الحديد المدائني: قد عرفت أنّ أشرف العلوم هو العلم الالهي، لأنّ شرف العلم بشرف المعلوم، ومعلومه أشرف الموجودات، فكان هو أشرف العلوم، ومن كلامه (عليه السلام) اقتبس، وعنه نقل، وإليه انتهى، ومنه ابتدأ فانّ المعتزلة تلامذته وأصحابه ... والاشعرية ينتهون باخرة إلى استاذ المعتزلة ومعلّمهم، وهو علي بن أبي طالب (عليه السلام). وأما الامامية والزيدية فانتماؤهم إليه ظاهر. ومن العلوم: علم الفقه; وهو (عليه السلام) اصله وأساسه، وكلّ فقيه في الاسلام فهو عيال عليه، ومستفيد من فقهه; اما اصحاب ابي حنيفة كأبي يوسف ومحمد وغيرهما، فأخذوا عن ابي حنيفة، وأما الشافعي فقرأ على محمد بن الحسن، فيرجع فقهه ايضاً إلي أبي حنيفة; وأبو حنيفة قرأ على جعفر بن محمد (عليه السلام) وقرأ جعفر على أبيه (عليه السلام) وينتهي الأمر إلى عليّ (عليه السلام)، واما مالك بن أنس فقرأ على ربيعة الرأي، وقرأ ربيعة على عكرمة وقرأ عكرمة على عبدالله بن عبّاس، وقرأ عبدالله بن عبّاس على علىّ بن أبي طالب. وايضاً فانّ فقهاء الصحابة كانوا: عمر بن الخطاب وعبدالله بن عبّاس، وكلاهما أخذ عن علىّ (عليه السلام) أما ابن عبّاس، فظاهر، وأمّا عمر فقد عرف كل احد رجوعه إليه في كثير من المسائل التي اشكلت عليه وعلى غيره من الصحابة... ومن العلوم: علم تفسير القرآن، وعنه أخذ، ومنه فرّع، وإذا رجعت إلى كتب التفسير علمت صحة ذلك; لأنّ اكثره عنه وعن عبدالله بن عباس، وقد علم الناس حال ابن عباس في ملازمته له، وانقطاعه إليه، وانّه تلميذه وخريجه، وقيل له: اين ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ شواهد التنزيل 1: 30.