(224) الكريم، وتلقي هذا العلم ابن عن أب عن جد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) جعل أهل البيت (عليهم السلام) مناراً هادياً للتصورات وللممارسات الميدانية وكما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «في كل خلف من أمتي عدول من أهل بيتي ينفون عن هذا الدين تحريف الضالّين»(1). ومرجعية أهل البيت (عليهم السلام) العلمية موضع اتفاق من قبل المسلمين جميعاً، فمن الناحية النظرية فالأحاديث متواترة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) تؤكد على هذه المرجعية، ومن الناحية العملية كان أهل البيت (عليهم السلام) مرجعاً لجميع معاصريهم بما في ذلك بعض ائمة المذاهب والكثير من الفقهاء. والدلالة على مرجعيتهم العلمية واضحة من خلال الحديث التالي: «انّي تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر: كتاب الله حبل ممدود من السّماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي ولن يتفرّقا حتّى يردا عليّ الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما». وقد ورد هذا الحديث بصيغ مختلفة تشترك في مضمون واحد(2). ومن الطبيعي ان يكونوا مرجعاً علمياً للامة الاسلامية لتلقيهم العلوم من منبعها الأساسي، من رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومن ابيهم عليّ بن أبي طالب مدينة علم الرسول (صلى الله عليه وآله) كما جاء في الروايات. وفي بحثنا نتطرق إلى بعض خصائص هذه المرجعية العلمية من حيث ذاتياتها وآراء المعاصرين لها اضافة إلى المراجعة الميدانية لها من قبل الفقهاء والعلماء من مختلف المذاهب. ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ الصواعق المحرقة: 231. 2 ـ مسند أحمد 3: 394، سنن الترمذي 5: 663، مجمع الزوائد 9: 163.