(223) بسـم الله الرحمن الرحـيم المقدمة : الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين، وبعد: جاءت الرسالة الاسلامية الخاتمة لهداية الانسان وتحريره من جميع ألوان الانحراف في فكره وعاطفته وسلوكه، وتحريره من ضلال الأوهام وظلمة الخرافات، وتحريره من الانسياق وراء الشهوات والمطامع، وتحرير سلوكه من الرذيلة والانحراف الخلقي; بتهيئة العقول والقلوب للتلقي والاستجابة للمنهج الالهي المرسوم، واستتباعها بالعمل الايجابي ـ وفق المفاهيم والقيم الالهية الثابتة ـ الذي يترجم الآراء والنصوص إلى مشاعر وعواطف وأعمال وممارسات وعلاقات متجسدة في الواقع. وهداية الانسان تعني تغيير محتواه الداخلي في عقله وقلبه وارادته لينسجم مع المنهج الالهي في الحياة، ويكون فكره وعاطفته وسلوكه وحدة واحدة لا ازدواجية فيها ولا تناقض، ومهمة الهداية تحتاج إلى مرجعية علمية لها اطلاع شامل ومتكامل على أسس وقواعد المنهج الالهي بجميع أبعاده ومجالاته، لتكون ميزاناً ومعياراً توزن به الافكار والعواطف والممارسات; لمعرفة قربها وبعدها عن تلك الاسس والقواعد، وهذه المرجعية العلمية تجسدت في أهل البيت (عليهم السلام)لأنّهم تلقوا العلم عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو المرجع العلمي الوحيد بعد القرآن