(217) وأن الأهمية هى فى الأمة وحفظ دينها، لذلك تراه عندما يتهدد خطر الردة الاسلام يسارع لاعطاء البيعة، والمساهمة فى درءالخطر عن دولة الاسلام وأمته ودينه. وتراه خير وزير ومعين ومشير لمن سبقه من الخلفاء لا يبخل عليهم برأى ولا بعلم ولا بقضاء ولا بنصيحة. كنصيحته لعمر بن الخطاب (رضي الله عنه) بان لا يذهب بنفسه لحرب الروم، وان يبقى فى المدينة. ان الرعيل الأول قد عرفوا كيف يتعاملون ويلتقون ويحصنون الاسلام ويحمونه ويوصلونه الينا اسلاما محمّديا أصيلا ولو اقتضى الأمر منهم بذل الدماء والنفوس والأرواح. ان اهل بيت النبى أئمة هذه الأمة دون منازع ولكنهم ماحملوا سلاحا ولا شقوا عصا الطاعة على خليفة الا عندما انتهكت حرمات الله واستخف بدين الله فخرجوا ليحموا دين الله بأرواحهم وأريقت دماؤهم. وأخيرا : حبذا لو استطعنا أن ننظر الى ما كان من أمر المسلمين نظرة جديدة ومختلفة عما هو قائم منذ زمن بعيد. وأن نخرج من أنفاق العصبية المذهبية لندخل فى رحاب الاسلام الأصيل وأن نقرأ التاريخ بعيون ترى المواقف ولا تحكم على المسائل باتّباع الأهواء والشهوات، والحمد لله ربّ العالمين. * * * مصطفى ملص