(216) الخاتمة : هذا بحث متواضع أردت به أن أبين مكانة أمير المؤمنين على بن أبى طالب رضى الله عنه عند أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله)، والدور الكبير الذى لعبه على عهد الخليفة عمر بن الخطاب. وهو الدور الذى نستطيع أن نشبهه بالدور الذى تلعبه المحاكم العليا فى أيامنا هذا أو محاكم التمييز، فاذا شئنا أن نصف الدور القضائى لعلى بن أبى طالب رضى الله عنه بأنه دور المرجع القضائى الأعلى فى الدولة الاسلامية فاذا قضى الآخرون فانه يملك أن يراجع أحكامهم وأن يصدر حكمه الذى يصبح حكما مبرما بمجرد أن يصدره، اذ انه يملك قدرة عظيمة على تعليق الأحكام وبيان الأوجه التى استند اليها والأدلة من الكتاب والسنة. ولولا يكن على رضى الله عنه يحوز الثقة الكاملة بدينه وعلمه وقضائه لما احتل هذه المكانة العالية. ولا يفوتنا هنا الاشارة الى الفتاوى التى كان يصدرها أمير المؤمنين فقد كانت فتواه لا تقل اصابة ودقة عن قضائه. نعم لقد اختلفوا حول الخلافة ولمن ينبغى أن تكون، ولقد لعبت عوامل كثيرة دورها فى ابعاد على رضى الله عنه عن منصب الخليفة طيلة ثلاثة عهود. منها عوامل متعلقة بذاته ومنها ما هو متعلق بتاريخة لا سيما بلائه فى المشركين مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومنها ما هو عائد الى ما كان سائدا قبل الاسلام وهناك أمور أخرى لا مجال لذكرها. لكنهم اتفقوا جميعا على أن عليا (رضي الله عنه) هو الأعلم والأتقى والأشجع والأقضى، وأنه مرجع لا غنى عنه لأمة محمّد (صلى الله عليه وآله) وأنه صاحب خصال حميدة وتاريخ وسبق فى الاسلام كرم الله وجهه عن السجود لصنم ورغم أن عليا (رضي الله عنه) لم يكن راضياً عن تولى سواه لمنصب الخلافة الا أنه كان يرى أن الاسلام هو الأصل