(215) رجمها(1). المبحث الخامس: تصنيف دور علي(عليه السلام) : ان هذا الدور الذى لعبه على بن أبى طالب رضى الله عنه طيلة عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنه والذى يستند الى ما تمتع به من شخصية تتميز بكل ما يجب أن يتميز به القاضى من سعة أفق وعلم ودراية بأصول التقاضى وبالفقه وبكتاب الله وسنة نبيه محمّد صلى الله عليه وآله وسلم هو دور المرجع الأعلى فى القضاء، الذى له سلطة فوق سلطة الخليفة الذى يقر له دائما بهذه المرجعية ولا يمنعه شغله لا على منصب فى دولة الاسلام من أن ينتقل بنفسه الى حيث يكون على ليعرض عليه قضية أشكلت عليه أو أدرك أنه ليس بمستطاعه اصدار الحكم الصحيح فيها، فيطلب اليه أن يصدر حكمه فيها. وعندما كان عمر رضى الله عنه يصدر أحكاما فى قضايا معينة وهو يظن أنه فصل فيها وفقا لكتاب الله وسنة نبيه محمّد صلى الله عليه وآله وسلم، كان على رضى الله عنه يملك سلطة التدخل ووقف تنفيذ الحكم الصادر عن الخليفة. ثم تعاد القضية الى المناقشة ليدلى فيها على برأيه وقضائه. وليكون ما يحكم به على رضى الله عنه هو الحكم النافذ. ولم يكن عمر بن الخطاب وهو الخليفة يجد أية غضاضة فى أن يتدخل على رضى الله عنه لنقض أحكامه وتغييرها. ذلك أن عمر رضى الله عنه كان يريد الوصول الى انفاذ أمر الله كما وصفه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: "وأشدهم فى أمر الله عمر" وليس الى انفاذ أمره هو. ولم ينكر عمر بن الخطاب رضى الله عنه دور على بن أبى طالب ومكانته وكان يصرح دائما بفضله وعلمه ومكانته . ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ المرجع نفسه.